الله عز وجل .. نرجوا رحمتك .. بلسان المذنب .. يا الله يا الله
يا رسول الله .. حياتك رحمة للعالمين تسري في قلوبنا
نراك بقلوبنا .. في السنة الأولى من عمرك .. أنت من عشيرة بني سعد
رفضتك المرضعات .. من أجل ذلك غضبت غيوم السماء
ضنت الغيوم حتى بقطرة غيث !
ساد القحط أرض بني سعد .. غيمة صغيرة في كبد السماء .. بك مفتونة
تظللك أبدا .. اجتمع الناس للتضرع طلبا للغيث !
ضمتك السيدة حليمة الى حضنها .. بوجهها ترد عنك الشمس
الا أن الغيمة الصغيرة التي في السماء .. بك مفتونة .. لا تنفك تلازمك
كنت في أحضان الراهب وهو يتبتل .. ينظر في جمال عينيك
نسي الراهب القحط والمطر والدعاء .. لكنك لم تنسى !
سحرت الغيمة الصغيرة بنظراتك .. أرواحنا فداء هذه العيون الناظرة الى السماء
سُحرت الغيمة الصغيرة بنظراتك .. فأخذت تكبر وتكبر ..
وبدأت قطرات المطر تهطل برقة .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون سبب الغيث
أغلبهم لا يعرف من أنت !
في السادسة من عمرك .. في طريقك الى المدينة المنورة
بصحبة امك وأم أيمن .. شعرت باليتم عند قبر أبيك
وفي الأبواء كنت على موعد مع فقد اُمك !
تدخل مكة يتيم الأم .. فأزداد حب عبد المطلب لك .. وأزداد حب أبي طالب لك
يا رسول الله .. هل كان أطفال مكة ينادون أمهاتهم بجانبك ؟
هل كنت تنظر الى الأرض حين كانوا يصيحون يا امي !
كم ليلة حملت رياح مكة دموع عينيك الى الأبواء ؟ كم ليلة صحت باكيا " امي امي ! يا سيدي .. من أجلك نحن ننادي أمهاتنا يا اُمي ! من أجلك نحن ننادي آبائنا يا أبي ! في الخامسة والعشرين من عمرك .. أنت مختلف عن سائر البشر .. لا يرقى اليك أحد .. رائحتك الزكية تبعث بالرحمة .. صوتك يبعث بالأمان .. أنت محمد الأمين .. في الثالثة والثلاثين من عمرك .. تتدفق الرحمات كالأمواج .. في الخامسة والثلاثين من عمرك .. تعال لا تتأخر يا حبيب .. تطرق الأنات أبواب السماء .. تعال لا تتأخر يا حبيب .. ضاقت الصدور من طول انتظار قدوم الرسول .. تعال لا تتأخر يا حبيب .. أنت مدعو الى جبل النور .. في الأربعين من عمرك .. وأنت في غار حراء على جبل النور .. يتنزل جبريل من السماء .. كل ذرات الوجود ترفع الصلاة والسلام عليك .. قلوب الكائنات تحن شوقا اليك .. أنت لنا اشراقة الصباح في ظلمات الليل .. أنت نبي الله .. أنت حبيب الله .. أنت رسول الله .. لماذا أحزنوك أيها العظيم ؟ لماذا عذبوك ؟ هل لأن أبا طالب قد مات فهاجموك ؟ هل لأنه لم يبقى من يحميك هاجموك ؟ كأننا نرى عبراتك عند الكعبة .. وأنت تقول : سرعان ما شعرت بالوحدة لفقدك يا عماه ! نذكر صلاتك في الحرم .. وهم يضعون القاذروت على ظهرك .. رؤوسنا فداء لرأسك يا رسول الله .. كيف كان المحرومون ينظرون ويضحكون .. من الذي يجري نحوك في شوارع مكة .. من هذا ؟ أحدهم يجيب .. أنها فاطمة الزهراء بنت محمد .. ام الصالحين .. تمسح بنتك الأثيرة لديك عن عينيك ووجهك الكريم .. هي أشبه الخلق بك .. كأنها أنت ان ضحكت وأن بكت .. كأننا نراك تقول لها لا تبكي بنيتي .. لماذا أخرجوك من أرضك ؟ هل لأنك بقيت وحيدا ؟ ألم يعرفوا من الذي يحميك .. من وجدك يتيما فأواك .. من أرسلك رحمة للعالمين .. قالوا عنك مجنون .. ولم تجبهم .. قالوا أنت مجنون .. أنت شاعر .. ولكنك لم تجبهم .. قالوا من سينقذك ويحميك منا ؟ أنت .. أنت تقول الله .. الله عز وجل .. يحف السماء بالخشية .. أنت تقول الله .. كنت تقول الله في بدر .. فأنزل اليك ثلاث آلاف ملك بخيولهم .. معك مئة وخمسة وعشرون ألف صحابي .. يقولون بأبي أنت وأمي يا رسول الله .. يا رسول الله .. تمشي في شوارع المدينة المنورة .. عندما رأتك بنات قبيلة بني النجار الصغيرات لم يدرين ماذا يفعلن من الفرح .. سألتهن : أتحببنني ؟ فأجبن نعم نحبك يا رسول الله .. فأجبت أنت : يعلم الله أنني أيضا احبكن .. الكثير من الشباب في هذا الزمان .. ليسوا من أبناء بني النجار .. لكنهم أيضا يحبونك .. دموعهم تشهد أنهم يحبونك أكثر من أنفسهم .. والله يعلم أنك أيضا تحبهم .. في الستين من عمرك .. تدعوا وتقول الى الرفيق الأعلى .. وتلبس جبة من الصوف صنعت لك .. أطرافها بيضاء .. لبستها وخرجت أمام أصحابك .. وضربت بيدك على ركبتيك .. وقلت أترون كم هي جميلة ؟ فناداك أحدهم .. أعطني اياها فداك أبي وأمي يا رسول الله .. لماذا طلبها منك وهو يعلم أنها تعجبك ؟ ويعلم يقينا أنك لن تقول لا .. فأعطيته اياها ورجعت الى جبتك المرقعة .. بقي اسبوع على لقاء الحبيب .. صنعوا لك الجبة نفسها مرات عديدة .. لكن لم يُقدر لك أن تلبسها .. أرسلت الخبر على لسان أبي هريرة .. أنه سيأتي اُناس نت بعدي يقولون .. وددنا لو أنا رأينا نبينا ولو بأموالنا وأولادنا .. حدث أنس عن شوقك لأخوانك .. قلت أني أشتاق لاٍخواني يؤمنون بي ولم يروني .. يا حبيبي تنادي من فوق منبر المدينة " امتي امتي " وأنت ترتدي ثوب الحزن .. يا من دعى الله للناس في محراب مكة .. بلطف من الله جثونا على ركبنا وبايعناك .. آمنا بما آتيت به من عند ربك .. سمعنا وأطعنا يا رسول الله .. ما زلت في الأربعين من عمرك وما زلت على رأس امتك ..
الطفلة سحر من تركيا